واعلن اوباما انه الفائز بعد ان حصل على عدد المندوبين اللازم، ليكون مرشح الحزب الديموقراطي في مواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين، فيما لا تزال كلينتون تعاند، وترفض الاستسلام.
وتقف اميركا امام احتمال سابقة تاريخية قد تسجل مع دخول اوباما البيت الابيض، اذ ما تابع مسيرته المظفرة وفاز في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، بيد انه ومنذ الثلاثاء سجلت سابقة تتمثل في ان اميركياً من اصل افريقي ينافس على رئاسة الولايات المتحدة.
وسيكون على اوباما في الاشهر القليلة المتبقية حتى نوفمبر ان يخوض «سباق الحواجز»، بعد نجاحه في اجتياز «سباق الماراثون» في مواجهة هيلاري، وهذا الامر ركزت عليه الصحافة الاميركية امس، اذ توقفت عن النتائج الباهرة التي حققها المرشح الاسود، لكنها عددت العوائق التي تنتظره، وابرزها اثنان: العائق العنصري، كونه من اصل افريقي، وهو ما لا يستفيد بعض الاميركيين. والثاني، وقد يكون الاهم، انقسام الديموقراطيين بينه وبين هيلاري، وفي هذا الشأن لفتت الصحف الاميركية الى ان امام اوباما مهمة صعبة تتمثل في اقناع انصار كلينتون والاشخاص الذين يخشون انتخاب مرشح اسود بمنحه التأييد.
اللحظة الحاسمة
وكان باراك اوباما سارع فور اعلان نتائج مونتانا (التي فاز فيها) وداكوتا الجنوبية (فازت فيها هيلاري)، الى مخاطبة مؤيديه الذين احتشدوا في احد ملاعب الهوكي، قائلا: «اميركا.. هذه هي اللحظة الحاسمة.. هذا هو الوقت المناسب لنا.. الوقت المناسب لكي نقلب صفحة سياسات الماضي، الوقت للتوصل الى مورد جديد للطاقة ولطرح افكار جديدة للتحديات التي تواجهنا، الوقت لبدء اتجاه جديد لبلادنا».
وخص اوباما كلينتون بلفتة تقدير وكذلك فعلت هي، فقد هنأ باراك هيلاري بالفوز في داكوتا الجنوبية، واشاد بنجاحها في كسب استحسان ملايين الناخبين.
وتابع «بالتأكيد كانت هناك خلافات بيننا خلال الستة عشر شهرا الماضية»، ولكنه وصف كلينتون بانها شخصية تتمتع «برغبة لا تلين في تحسين مستوى معيشة الاميركيين العاديين (..) حزبنا وبلادنا افضل بسببها وانا مرشح افضل لاني حظيت بشرف التنافس مع هيلاري رودام كلينتون».
وردا على مخاوف من ان يكون السباق بينه وبين كلينتون قد تسبب في انقسام بعض الديموقراطيين، قال اوباما ان الوقت حان لكي يتوحد الحزب حتى يهزم ماكين، وتحول سريعا لشن هجوم مطول على المرشح الجمهوري ، فقال انه لا يختلف كثيرا عن الرئيس جورج بوش الذي لا يتمتع بشعبية، مذكراً بوعد ماكين بالتمسك باستراتيجيا بوش الحالية في العراق.
واستطرد «يجب ان نحرص على الخروج من العراق مثلما حرصنا على الدخول اليه، يجب ان نبدأ في الرحيل، فقد حان الوقت لكي يتحمل العراقيون مسؤولية مستقبلهم».
هيلاري العنيدة
نيويورك – ورفضت هيلاري كلينتون الاعتراف بهزيمتها امام باراك اوباما، مؤكدة انها لن تتخذ «قراراً» مساء اليوم.
وقالت كلينتون امام انصارها المجتمعين في نيويورك، الذين دعوها الى عدم التخلي عن السباق الرئاسي، «لن اتخذ قرارا هذا المساء».
واضافت «اعرف ان كثيرين يتساءلون ماذا تريد هيلاري ولماذا خاضت هذه الحملة؟»، موضحة «اريد نهاية الحرب في العراق واريد ان ينتعش الاقتصاد، واريد تأمينا صحيا لكل الاميركيين».
وتابعـت سـيـناتور نيويورك «اريـد ان يـكون الـ18 مليون اميركي الذين صوتوا لي محترمين وان تسمع اصواتهم».
وقالت هيلاري كلينتون انها ستتشاور مع قادة الحزب الديموقراطي واسرتها لتحديد «ما هو الافضل لحزبنا وبلدنا».
واشادت بباراك اوباما، وقالت «كان شرفاً لي منافسته في هذه الانتخابات التمهيدية، كما هو شرف لي باعتباره صديقا».
وقاطع مؤيدو كلينتون خطابها مرات عدة وهم يهتفون «دنفر دنفر»، المدينة التي سيتم فيها في نهاية اغسطس المقبل اختيار مرشح الحزب رسميا لانتخابات الرئاسة الاميركية.
نائب الرئيس
وتكهن بعض انصار كلينتون بانها ستسعى لخوض الانتخابات مع اوباما نائبة للرئيس، وذكرت كلينتون في وقت سابق انها مستعدة لدراسة هذه الفكرة، كما قالت حملة اوباما انها تبقي كل الخيارات مفتوحة.
واشادت كلينتون باوباما وانصاره «لما حققوه»، مضيفة انهما خاضا سباقا فريدا من نوعه من اجل الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، الذي يعقد مجمعه الانتخابي في دنفر في اغسطس، وقالت لانصارها «السيناتور اوباما كان مصدر إلهام للعديد من الاميركيين لكي يهتموا بشكل اكبر بالسياسة، ومنح القوة لكثيرين لكي يصبحوا معنيين، ولذلك حزبنا وديموقراطيتنا اقوى واكثر نشاطا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق